هل يقف حل عقدة رئاسة الجمهورية عند ما بات يعرف بـ»الالتزام الاخلاقي« الذي صار مزدوجا. فبعدما كان سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ملتزما »اخلاقيا« (وسياسيا طبعا) بدعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، صار ايضا الرئيس سعد الحريري ملتزما »اخلاقيا« بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية الى الموقع ذاته. ولم نضف كلمتي »وسياسيا ايضا« الى التزام الحريري برئيس تيار المردة لان الرجلين يصران إثر كل مناسبة يتكلّم بها احدهما على الحديث عن الخلاف الاساسي في المنطلق السياسي بينهما.
ولقد ذهب هذا الاختلاف السياسي بين زغرتا وبيت الوسط الى حدّ عدم اكتفاء فرنجية بأنه من »خط« مختلف عن الحريري ومن »استراتيجية« مغايرة، وان الترشح هو مجرد عملية »برغماتية«، بل ايضا الى مقاطعة فرنجية جلسات نيابية يحضرها من يفترض انهم جاءوا الى ساحة النجمة للاقتراع له وانتخابه رئيسا للجمهورية.
طبعاً ما بين حارة حريك والرابية الوضع مختلف كليا: فسماحة السيد والعماد ميشال عون يتقاسمان النظرة ذاتها الى القيادة السورية، الا بعض الفروقات في المنطلقات.
وموقفاهما يكادان يكونان موقفا واحدا موحدا من قضايا اقليمية عديدة ... وهو الامر الذي لا يوجد بين الحريري وفرنجية.
ومع ذلك بل في منأى عما يجمع وعما يفرّق، يلتقي الترشيحان عند نقطة واحدة يتسببان بها من حيث يريدان او من حيث لا يريدان: الفراغ الرئاسي.
طبعا، قد يقول قائل (وعن حق بالتأكيد) فليتفضل النواب المقاطعون الى حضور الجلسة الحادية والاربعين المقررة بعد اقل من اسبوعين، وعندئذٍ تحصل الانتخابات الرئاسية، ولا يعود ثمة فراغ، وتطوى ازمة الاستحقاق الكبير.
وفي المقابل يقول قائل اخر: فليتفضل حاضرو الجلسات الرئاسية (من دون نتيجة) ويعلنوا تأييدهم للعماد ميشال عون، وعندئذٍ يتم الاستحقاق الرئاسي، ويُملأُ الفراغ وتطوى ازمة الاستحقاق الكبير.
وفي تقديرنا ان في القولين بعضا من الحق وكثيراً من المبالغة، وفروقا في القدرة على القرار والحراك.
يقول فريق 8 اذار ان مرشحي النائب فرنجية لا يريدون انتخابات رئاسية فعلا والا لكانوا اقدموا على انتخاب عون وما ترشيحهم للوزير فرنجية سوى لــ»حز السكين في الجرح« لانهم يعرفون سلفا انّ هذا الترشيح سيستثير الحساسيات داخل هذا الفريق ... وقد فعلها.
ويقول فريق 14 اذار ان ترشيح السيد حسن نصر الله، ومن ورائه ايران، للجنرال ميشال عون ليس سوى مناورة مكشوفة الهدف منها الابقاء على حال الفراغ الرئاسي التي يستفيد منها الحزب الذي لم يعد يجد من حل لتورطه في سوريا!
ونحن نقول: اذا كان فريق 14 اذار واثقا من قوله هذا فليقدم على ترشيح عون واضعا حزب الله وفريقه امام التحدي الكبير.